2025-07-07 09:00:53
شهد عام 2019 واحدة من أكثر المواجهات إثارة في تاريخ دوري أبطال أوروبا بين ناديي أياكس أمستردام الهولندي وتوتنهام هوتسبير الإنجليزي. كانت هذه المباراة بمثابة صراع بين أسلوبين مختلفين تماماً في كرة القدم، حيث جمعت بين شغف أياكس الهجومي وتكتيكات توتنهام الدفاعية الذكية.
المسار إلى نصف النهائي
وصل أياكس إلى نصف النهائي بعد تقديم أداء مذهل في الأدوار السابقة، حيث تمكن من التغلب على فرق كبيرة مثل ريال مدريد ويوفنتوس. بقيادة مدربه إريك تين هاغ، قدم الفريق الهولندي كرة قدم هجومية مبهرة اعتمدت على الشباب والثقة بالنفس. لعب ماتياس دي ليخت ودوني فان دي بيك ودافيد نيريس دوراً محورياً في هذا الإنجاز.
أما توتنهام، فبقيادة المدرب ماوريسيو بوتشيتينو، اعتمد على التكتيك الدفاعي المتقن والقدرة على استغلال الفرص السريعة. تمكن الفريق من تجاوز مرحلة المجموعات بصعوبة، ثم تفوق على مانشستر سيتي في ربع النهائي بعد مباراة مثيرة انتهت بفضل قانون الأهداف خارج الديار.
المباراة الأولى: أياكس يتألق في لندن
في المباراة الأولى التي أقيمت على ملعب توتنهام، قدم أياكس أداءً ساحراً وتغلب على مضيفه بنتيجة 1-0. سجل دوني فان دي بيك الهدف الوحيد في المباراة، مما منح الفريق الهولندي الأفضلية قبل الذهاب إلى أمستردام.
المباراة الثانية: العودة المذهلة لتوتنهام
شهدت المباراة الثانية على ملعب يوهان كرويف أرينا واحدة من أكثر العروض دراماتيكية في تاريخ البطولة. تقدم أياكس بنتيجة 2-0 في الشوط الأول بفضل أهداف ماتياس دي ليخت وزيايش، مما جعل الجميع يعتقد أن الفريق الهولندي في طريقه إلى النهائي.
لكن توتنهام قدم عودة أسطورية في الشوط الثاني، حيث سجل لوكاس مورا ثلاثية تاريخية في غضون 45 دقيقة فقط. جاء هدف الفوز في الدقيقة 96، مما أرسل توتنهام إلى النهائي لأول مرة في تاريخه بفضل قانون الأهداف خارج الديار.
الإرث الذي تركته المواجهة
على الرغم من خسارة أياكس، إلا أن أداء الفريق الشبابي ترك انطباعاً قوياً في أوروبا. العديد من لاعبي ذلك الفريق، مثل دي ليخت وفان دي بيك، انتقلوا لاحقاً إلى أندية كبرى. أما توتنهام، فقد خسر في النهائي أمام ليفربول، لكن الوصول إلى هذه المرحلة كان إنجازاً تاريخياً للنادي.
بعد مرور سنوات، لا تزال هذه المواجهة تذكر كواحدة من أكثر المباريات تشويقاً في دوري أبطال أوروبا، حيث جمعت بين العاطفة والمهارة والتكتيك الذكي.
